top of page

المعتمد بن عباد ملك أشبيلية في عصر ملوك الطوائف من بني عباد، ولد في باجة (إقليم في البرتغال حاليا) وتوفي في أغمات قرب مراكش بالمغرب, اسمه محمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي أبو القاسم المعتمد على الله.
كان شابا، فارسا، شاعرا مجيدا، يحب الأدب؛ فاجتمع في بلاطه نجوم ساطعة من أرباب ونوابغ القصيد من أمثال أبي بكر بن عمار، وابن زيدون، وابن اللبانة، وابن حمديس الصقلي، وكما كان المعتمد شاعرا مجيدا، كانت زوجته اعتماد الرميكية شاعرة كذلك، وكانت إشبيلية حاضرة دولته آية في الروعة.
كان المعتمد بن عباد حين آل إليه حكم إشبيلية في الثلاثين من عمره، امتلك قرطبة وكثيراً من المملكة الأندلسية. واتسع سلطانه إلى أن بلغ مدينة مرسية.
عاش ابن عباد في أيام ملوك الطوائف وهم ملوك تقاسموا الدولة الأموية في الأندلس وحكم كل واحد منهم جزءاً أو دويلة حتى بلغ مجموع تلك الدويلات إحدى وعشرين دولة، لكل دولة منها عرش وملك وجيش ضعيف, ولما رأى ضعفهم وتفرقهم ألفونسو السادس ملك ليون وقشتالة هجم  على طليطلة فاجتاحها لاستردادها.
كان سقوط طليطلة ضربة قاضية للتفاهم بين ألفونسو ملك قشتالة والمعتمد أمير إشبيلية، ذلك أن ملك قشتالة لم يقنع بالاستيلاء على طليطلة تلك القاعدة الهامة، بل استولى على جميع الأراضي الواقعة على نهر التاجة وعلى قلاع مدريد (مجريط) وعلى وادي الحجارة وقلعة رباح، وغدا يهدد قرطبة وماردة وبطليوس، ما أفزع ملوكها وملوك الطوائف الأخرى، وأحسوا بأن هذا العدو سيجتاح ممالكهم واحدة بعد أخرى، فأجمعوا أمرهم أن يكونوا صفا واحدا ضد عدوهم وأن يستصرخوا إخوانهم المسلمين بالمغرب، فاستغاثوا بيوسف بن تاشفين، أمير المرابطين، فاستجاب لندائهم، وعبر البحر إلى الأندلس في جيش كبير، وفي يوم الجمعة 12 رجب سنة 479هـ التقى جيش المرابطين بقيادة ابن تاشفين ومعه جيش ابن عباد بجيش الإسبان يقوده ألفونسو، وانتهت المعركة بهزيمة الإسبان هزيمة منكرة، وقد جرت الواقعة في موضع يعرف بالزلاقة قرب مدينة بطليوس، عاد ابن تاشفين بعد ذلك اليوم المشهود إلى المغرب، وقد رأى عن كثب ما آل إليه حال الأندلس من انقسام ممالكها بين أمراء مغتصبين انحلت بينهم روابط الاتحاد وسادت بينهم عواطف الأثرة والحسد، وأخذ بعضهم يقاتل بعضا ويستعينون في اقتتالهم بملوك الاسبان وأمرائهم لقاء تنازلات وامتيازات يمنحونهم إياها. وفي عام 481 هـ حدثت فتن في الأندلس فعاد ابن عباد إلى الاستنجاد بابن تاشفين  فانجده، ثم عاد إلى المغرب بعد أن ترك جيشا من المرابطين عدته أربعة آلاف فارس تحت إمرة قائده داود بن عائشة. وفي سنة 482 هـ استولى أمير المسلمين ابن تاشفين على الاندلس لتوحيد صفها بعد تناحر الاخوة وتم نفي المعتمد بن عباد الذي كان منفاه في أغمات في ضواحي مدينة مراكش المغربية وقال المعتمد قصيدة طلب من المقربين منه أن تكون شاهدا على قبره وحدث هذا ومازالت هذه القصيدة معلقه فوق قبره .

المعتمد بن عباد

الشاعر الأندلسي ودفين أغمات (431هـ ـ 488هـ )

bottom of page